تهدف هذه الورقة المفاهيمية إلى بناء إطار نظري متكامل يوضح أثر أساليب القيادة (التحويلية والتبادلية) وسياسات تطوير الموارد البشرية على كفاءة رأس المال البشري والاحتفاظ بالكوادر الوطنية، مع إبراز الدور الوسيط الذي تلعبه الثقافة التنظيمية في هذا السياق. يستند هذا النموذج المفاهيمي إلى مجموعة من النظريات الإدارية الحديثة، وعلى رأسها نظرية الموارد البشرية ونظرية رأس المال البشري، بالإضافة إلى ممارسات القيادة الحديثة التي تدعم الإبداع والاستدامة في الأداء المؤسسي. يكتسب البحث أهميته من السياق الإماراتي، لا سيما في ظل سعي الحكومة إلى تعزيز الريادة المؤسسية والحفاظ على الكفاءات الوطنية في المؤسسات العامة، مثل القيادة العامة لشرطة دبي، التي تُعد نموذجًا في التميز المؤسسي والتحول الرقمي. وتسعى الورقة إلى تقديم تصور نظري يربط بين عناصر القيادة الفعالة، وسياسات الموارد البشرية (مثل التخطيط، والاستقطاب، والتدريب، والتعويضات، وتقييم الأداء)، وتأثيرها على رأس المال البشري في ضوء الثقافة التنظيمية. ومن المتوقع أن تساهم النتائج النظرية لهذه الورقة في توجيه السياسات المؤسسية نحو تعزيز استراتيجيات الاحتفاظ بالكوادر المواطنة وزيادة كفاءتهم، بما يدعم استدامة الأداء وتحقيق رؤية الإمارات المستقبلية